للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (١) استهزاء وتهكما وسخرية به، أما قول من قال: إن النداء من الله، وإنما قولهم هو: {إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (٢) فتفكيك للكلام، ظاهر فيه التكلف.

* تضمنت الآيات التي نودي فيها عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحكام الشرعية مما هو خاص به عليه الصلاة والسلام، أو ما يشترك معه فيه أفراد أمته.

* في العلم بأساليب ندائه عليه الصلاة والسلام وما تضمنته هذه الآيات من نكات بلاغية ولطائف بيانية تخدم هذا الغرض- وجوب الأدب معه عليه الصلاة والسلام واحترامه وتوقيره، فلا ينادى باسمه المجرد، ولا يرفع الصوت فوق صوته، ولا يتقدم على سنته برأي أو هوى، بل لا بد من محبته واتباعه وإجلاله ودعوة الناس إلى سنته.

* جاء في سبب نزول بعض الآيات جملة من الأقوال، ولا شك أن العلم بها ومعرفتها معين على فهم الآية، فالعلم بالسبب معين على معرفة المسبب.

* الغالب في القرآن الكريم إتيان الأمر والنهي والاستفهام بعد النداء، خلافا للكوفيين الذين يرون وجوبه، وسبب كثرته أنه يعد النفس ويهيئها لتلقي ما يقال لها، فإذا جاء بعده الأمر- وهو الأكثر- والنهي والاستفهام قابل نفسا مستعدة للقبول والانقياد، ومن ذلك ما جاء في نداء الله نبيه عليه الصلاة والسلام.

* جاء نداء نبينا عليه الصلاة والسلام بوصفه الشريف، وكذا في


(١) سورة الحجر الآية ٦
(٢) سورة الحجر الآية ٦