للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعنون به اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولزوم جماعة المسلمين الجماعة العلمية والجماعة البدنية. فمتى انتسب المسلم بهذه النسبة مستحضرا هذا المعنى فإنه لا بأس به، وكذلك أيضا الانتساب إلى السلف أو الأثر فيقول سلفي أو أثري، لا على سبيل تزكية النفس وإنما ليتميز عن سائر أهل البدع، فهذا لا بأس به، والذي يجب التنبيه عليه أنه لا ينبغي أن تكون هذه النسبة سببا لأمور غير شرعية كالعصبية الجاهلية التي ليس لها مستند شرعي، فإن اسم المهاجرين والأنصار اسم شرعي وارد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (١) ويقول سبحانه: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} (٢). وغير ذلك من الأدلة، ومع هذا فإن هذه النسبة لما خرجت إلى أمور غير مشروعة كانت غير مرضية، فإنه لما تلاحى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: يا للمهاجرين، وقال الآخر: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان فقال: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم (٣)» ..... الحديث. فنفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم


(١) سورة التوبة الآية ١٠٠
(٢) سورة التوبة الآية ١١٧
(٣) صحيح البخاري المناقب (٣٥١٨)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٨٤)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٣١٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٩٣).