آدم وأنزله إلى الأرض إلى أن تقوم الساعة وحياة الناس لا تقوم إلا على العمل، والعمل يختلف سعة وتنوعا من عصر إلى عصر حسب اختلاف أحوال الناس واحتياجاتهم وقدراتهم. وفي عصرنا الحاضر بلغ العمل شأنا لم يبلغه من قبل، من حيث سعة مجالاته، وتطور آلاته، واختلاف مقاصده وخدماته، وأصبحت الأمم تقاس بكفاءة عمالها ورقي أعمالها. وسأبحث العمل هنا بأنواعه المختلفة وحاجة المسلمين إليه بما يضمن الكفايات ويدفع الضرورات، واختلاف العامل المسلم في عمله عن العامل الكافر، في قدراته، وإنتاجه، وأهدافه. وكيف يضمن نمو العمل واستمراره بتوسعة مجالاته، وتطوير آلاته ومعداته، وعلاج معوقاته.
وأخيرا أبين أحكامه، ما كان منها واجبا وما كان منها مندوبا إليه، وما كان منها مباحا، وما كان منه مكروها، وما كان منه محرما. كما أبين دعوى ترخص العمال في شيء من الفرائض بسبب العمل، وحظ هذا القول من الصحة والبطلان.