للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبذلك لا تهون الأمة ولا تذل ولا تخضع: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} (١)، فالعمل عزة، وقوام حياة.

٣ - دفع المفاسد عن المسلمين: إذا لم يعمل المسلم لنفسه، فسيعمل له الكافر، وإذا عمل له الكافر، فسيطلع على أسراره، ويعرف مدخراته ومخزوناته، ويسبر قدراته، وهو العدو.

فكيف بك إذا دخل عدوك دارك، وهتك أستارك، وباح بأسرارك. وهل تأمن عدوك على مالك؟ {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} (٢).

٤ - دفع مفاسد الفراغ: ما حل الفراغ بأمة إلا حل بها الفساد واله وان والضعف، وأقعدها عن كثير من الواجبات. ذلك أن الفراغ مفتاح لكل سوء، فالإنسان إذا فرغ انصرف إلى اللهو، والشهوات والملذات، وغاب عنه كل خير. وقليل من الناس من يستغل الفراغ فيما ينفع: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} (٣) {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (٤) ومشروعية العمل دفع لهذا الفساد، وسد لبابه.

٥ - عمارة الأرض: من حكمة الله تعالى في مشروعية العمل للمسلمين، عمارة الأرض، التي هيأ الله تعالى عمارتها، بما أودع فيها من أسباب العمار: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} (٥)


(١) سورة محمد الآية ٣٥
(٢) سورة النساء الآية ١٠١
(٣) سورة الشرح الآية ٧
(٤) سورة الشرح الآية ٨
(٥) سورة هود الآية ٦١