ضرورات حياة المسلمين، حيث لا قيام لوحدتهم ولا تصريف لشؤونهم إلا بها. ويجب أن يختار لها الأصلح فالأصلح من الناس، لكي تحفظ الحقوق، وتتالف القلوب، ويسود الوئام، ويندحر الظلم، وتموت الرشوة، وتنتهي الانحرافات في كل القطاعات، فالعاملون في هذا الميدان هم الموجهون المدبرون المسيرون لأمور الأمة، وبهم تعلو الأمة أو تنحط. وبهذا النوع من العمل ترتبط جميع أنواع العمل الأخرى في التوجيه، والتنظيم، والمراقبة، والمتابعة لضمان الكفاية والتكامل في جميع الاحتياجات والمتطلبات، ولضمان الاستمرار، وحسن الإنتاج، وسلامة الحقوق. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو المدبر لشؤون الأمة، ينصب الأمراء، والقضاة، والقادة، وكل من يحتاج إليه في شأن من الشؤون. وكذلك فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين. ورغم اختيارهم للأمثل في كل شأن إلا أنهم كانوا لا يعتمدون على من يولونه، بل كانوا يتابعونه ويراقبونه في أداء الأمانات وقضاء الحاجات.