للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعمل في تنمية الحيوان من أهم الأعمال عند المسلمين، ذلك أن المسلمين بحاجة إلى الاكتفاء الذاتي في اللحوم، ومشتقاتها حتى لا يضطروا إلى اللحوم من غير بلاد المسلمين، التي لا يعرف أهلها حلالا ولا حراما، ولا يعرفون ذبحا شرعيا، فيبتلى المسلمون بأكل ما لم يذبح شرعا، وهو ميتة، وأكل ما لا يحل من الحيوانات. والصواب في هذه المسألة أن يتعاون المسلمون في تنمية بهيمة الأنعام، وغيرها من مصادر اللحوم الحلال، ليستغنوا بها عن الكفار. وبلاد المسلمين غنية ومليئة بالخيرات، والمراعي، والأعلاف، وما يحتاجون إلا إلى توزيع الثروة الحيوانية فيها بما يضمن التكامل في هذا المجال.

وقد امتن الله تعالى على عباده بتسخيره لهم كثيرا من الحيوانات، التي ينتفعون بها شتى الانتفاعات، قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} (١) {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} (٢) {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} (٣)، وقال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} (٤) {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (٥) {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٦) {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٧)، وقال تعالى:


(١) سورة يس الآية ٧١
(٢) سورة يس الآية ٧٢
(٣) سورة يس الآية ٧٣
(٤) سورة النحل الآية ٥
(٥) سورة النحل الآية ٦
(٦) سورة النحل الآية ٧
(٧) سورة النحل الآية ٨