في سبيل الله، فترتفع الاحتياجات الحربية، مما يتطلب التوسع في الأعمال الصناعية اللازمة لذلك. وقد تكون الحاجة إلى الزراعة، أو إلى الثروة الحيوانية، أو إلى غير ذلك أشد، فيلزم عمل يفي بهذه الحاجة، أو تلك.
وهكذا تختلف الاحتياجات باختلاف الأحوال وتقلب الظروف. وقد تكون الاحتياجات في جانب وقد تكون في كل الجوانب، فيجب إعداد العمل والعاملين بقدر وكيفية تفي بالاحتياجات حسب القدر والنوع، شاملة كانت أو في أحد الجوانب.
وباختصار شديد، فإنه يجب إعداد العمل والعاملين بما يفي بالاحتياجات على اختلاف تطلعات الأمة ومسؤلياتها، وما تواجهه من ظروف ثابتة أو طارئة في سلمها وحربها، وفي كل المجالات الحيوية، من زراعية، وصناعية، وتجارية، وثروة حيوانية، وحرف مهنية، وخدمة عامة، وغيرها. ولا عذر لجيل من الأجيال في عدم قضاء حاجاتهم بأنفسهم وبأيديهم. ولا يترك الأمر في ذلك لرغبات الناس، واجتهاداتهم في اختيار الأعمال العامة، بل لا بد من تخطيط علمي دقيق شامل لذلك علما وعملا وعمالا، مبني على المعطيات والمتطلبات، وإقرار كل ما يلزم للقدرة على تنفيذه، وتذليل كل الصعاب المحسوبة وغير المحسوبة التي قد تقف في وجهه. كل ذلك مع ملاحظة واعتبار التميز العظيم لأمة المسلمين، وعدم الغفلة عنه عند التخطيط، أو التنفيذ، أو المراقبة والمتابعة. والله أعلم.