المصنع زراعيا، فله حينئذ مواده الخاصة اللازمة لطبيعة إنتاجه، كأعمال الزراعة الكثيرة من تسميدات، وتطهيرات، وإصلاحات، وغيرها. وكمصانع تعبئة المواد الغذائية وحفظها، والتصنيعات الأخرى. وقد يكون صناعيا كأنواع صناعات المنتوجات النفطية، وصناعات الحديد، وصناعات المعدات المختلفة. وقد يكون في الثروة الحيوانية، كتعبئة اللحوم وحفظها، أو غير ذلك. كل هذه الأعمال، والمصانع، وغيرها، تحتاج إلى توفير ما يلزمها من مواد ضرورية لعملها وإنتاجها.
وتوفير المواد للمصانع والمعامل ليس بالأمر السهل، ولكنها لا تنشأ منشأة أصلا في أي ميدان إلا وقد خطط مسبقا لكيفية الحصول المستمر على ما يلزمها من مواد. ولا يتجاوز بحال عن تعطل المعمل أو المصنع بسبب عدم توفر المواد.
فهذه خسارة عظيمة تقضي على أسباب نجاح هذا المعمل، أو هذا المصنع. وكما ذكرت من قبل أنه يجب السعي الجاد في التوسع في المصانع والمعامل ليتناسب إنتاجها مع الزيادة المطردة في أعداد السكان. ومن ثم فلا بد من التوسع في توفير المواد اللازمة لها، وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى نقاش. وبلاد المسلمين غنية بأنواع المواد اللازمة للمصانع والمعامل على اختلاف أغراضها، وقدراتها.