للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأهمية في جميع ميادين العمل العامة والخاصة؛ لذا يجب فعل كل الأسباب لتحقيقه وضمانه، للاستفادة من طاقات المسلمين المهدرة. فإن أعدادا هائلة من عمال المسلمين لا ينجزون إلا النزر اليسير من واجباتهم. وإن أعدادا أخرى كبيرة من العاملين لا يكلفون إلا بأعمال لا تساوي شيئا بالنسبة لقدراتهم وطاقاتهم، وخاصة أولئك الذين يعملون في المؤسسات والأجهزة الحكومية.

وأسباب ذلك كثيرة، منها: العجز في التخطيط، وسوء التقدير، وعدم المساءلة والمحاسبة على ذلك كله، وغير ذلك من الأسباب التي لا يتسع المقام لذكرها.

إن تعطيل جزء كبير من القوى البشرية بهذه الطريقة لهو من مصائب المسلمين العظمى، حيث إن له آثارا سيئة بعيدة المدى، من أعظمها وأشنعها ظاهرة عدم جدية العمل عند المسلمين، على خلاف الحق والحقيقة التي يجب أن تقوم، فلا ينبغي أن يكون أحد أشد جدية وحرصا في العمل من المسلمين، الذين يعملون لأمر الله رب العالمين.

وإنه لتصحيح هذا الوضع الشاذ الخطير ينبغي أن نبدأ بإعادة النظر في حقيقة التخطيط العام، والخاص، فنحسنهما، ونحسن التقدير. ونعيد التخطيط، والتوزيع والغربلة لكل ما سبق تخطيطه، لنضمن النتاج الكامل لكل عامل. علاوة على متابعة نظام (التعقب، والعقاب، والثواب) الجاد الأمين. وتدخل تحت هذا الأمر جميع قوى الأمة العاملة، من أكبر المسئولين، والمدراء، والخبراء، والفنيين، وسائر الموظفين، والعمال العاديين. والله يسدد الجميع.