للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحوالهم الشخصية والاجتماعية وسائر أمورهم في حياتهم. فإن ميراث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لمن بعدهم، ليس بالدرهم ولا الدينار، وإنما بالعلم، والعلم من أداء حقه مواصلة الدعوة إلى دين الله، والتأسي بهم في الطريق الدعوي، الذي أبانه الله سبحانه عنهم في القرآن الكريم، فيتحمل أهل التقى وذوو المعرفه من أتباعهم على الحق عبء الدعوة إلى الله سبحانه على بصيرة، متأسين بطبائعهم في الإخلاص والصبر، ومجادلة من عنده معرفة أو شبهة بالتي هي أحسن يقول سبحانه لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في توجيه تعليمي حتى يبين للناس مهمته، ومهمة من يتبعه على طريقة الدعوة، التي أمر بتبليغها وأنه هو القدوة في العمل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١) وما يقص الله علينا من أخبار الأنبياء في الدعوة إلى الله مع قرابتهم وأهلهم هي منهج دعوي، ترسم خطاه المهتمون بالدعوة في كل عصر، في القدوة والعمل، فقد قال سبحانه بعد الرد على شبه بني إسرائيل في عيسى عليه السلام: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٢).

قال ابن الجوزي في تفسيره، عند مروره بهذه الآية: قل يا محمد للمشركين: هذه


(١) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٢) سورة آل عمران الآية ٦٢