الدنيا، وجائزة له في الآخرة، حيث يخرج المسلمون رجالا ونساء، كبارا وصغارا لأدائها، ومشاهدتها، فيرجعون من مصلياتهم بذنب مغفور وتجارة لن تبور.
فهذه زكاة الفطر التي هي فرض عين على المسلمين، يؤديها كل قادر عليها تكون طهرة لصائم رمضان من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين لإغنائهم بها عن المسألة في يوم العيد، فيشاركون إخوانهم المسلمين في فعل الطاعات، وإشباع الجوانب المادية لدى الإنسان بالتوسع في أكل المباحات، وممارسة بعض الهوايات من الألعاب المباحة، ولبس الجديد من الثياب ومس الطيب غير منشغلين إلا بما ينشغل به بقية إخوانهم المسلمين في عيدهم السعيد.
فالناظر في زكاة الفطر وآثارها الاجتماعية على مجتمعات المسلمين، ومعالجتها لمشكلة الفقر مع بقية الصدقات عند المسلمين، يتجلى له النظام الاجتماعي التكافلي في الإسلام، وواقعية هذا النظام، وأنه يعالج مشكلة الفقر معالجة جذرية لا يسمو إليها أي نظام بشري مهما بدا للناس حسنه وكماله.
وهذه أيضا الأنساك من الأنعام تذبح في يوم عيد الأضحى المبارك، يتقرب بها المضحي إلى الله تعالى فيقع الدم منها عند الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فيأكل منها ويطعم أهل بيته، ويهدي أصدقاءه ويتصدق على الفقراء، وتكون له مطية يوم القيامة. ولما كانت معرفة العيد والأحكام المتصلة به من الأهمية بمكان للمسلم، وبخاصة بعد أن وقع الابتداع فيها من بعض