للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والجواب: على المسلم أن يتبع ما جاء عن الله ورسوله إذا كان يستطيع أخذ الأحكام بنفسه، وإذا كان لا يستطيع ذلك سأل أهل العلم فيما أشكل عليه من أمر دينه، ويتحرى أعلم من يتحصل عليه من أهل العلم ليسأله مشافهة أو كتابة.

ولا يجوز للمسلم أن يقلد مذهب الشيعة الإمامية، ولا الشيعة الزيدية ولا أشباههم من أهل البدع، كالخوارج والمعتزلة والجهمية وغيرهم، وأما انتسابه إلى بعض المذاهب الأربعة المشهورة فلا حرج فيه إذا لم يتعصب للمذهب الذي انتسب إليه ولم يخالف الدليل من أجله.

السؤال الثاني: ما رأي سماحتكم في الشخص الموعود بظهوره وهو المهدي - هل هناك أحاديث تثبت ذلك أرجو التوضيح حول ذلك.

الجواب: الأحاديث التي دلت على خروج المهدي كثيرة وردت من طرق متعددة، ورواها عدد من أئمة الحديث، وذكر جماعة من أهل العلم أنها متواترة تواترا معنويا منهم أبو الحسن الآبري من علماء المائة الرابعة والعلامة السفاريني في كتابه لوامع الأنوار البهية والعلامة الشوكاني في رسالة سماها التوضيح في تواتر حديث المهدي والدجال والمسيح، وله علامات مشهورة مذكورة في الأحاديث، وأهمها أنه «يملأ الأرض عدلا وقسطا بعد ما ملئت جورا وظلما (١)» ولا يجوز لأحد أن يجزم بأن فلان بن فلان هو المهدي حتى تتوافر العلامات التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة وأهمها ما ذكرنا وهو كونه يملأ الأرض عدلا وقسطا الحديث وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


(١) سنن أبو داود المهدي (٤٢٨٥).