للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعصر، وكذلك بين صلاتي المغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير؛ لقول الله تعالى في حقه: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (١) ولما روي عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " فقد أمن الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته (٢)».

ولما روي عن حفص بن عاصم عن أبيه قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة. قال: فصلى بنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رحله وجلس وجلسنا معه فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى، فرأى ناسا قياما فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون، قال: لو كنت مسبحا لأتممت صلاتي، «يا ابن أخي إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله: (٤)».


(١) سورة النساء الآية ١٠١
(٢) أخرجه مسلم، ج ١، ص ٤٧٨، في كتاب (صلاة المسافرين وقصرها) باب صلاة المسافرين وقصرها.
(٣) صحيح البخاري الجمعة (١١٠٢)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٦٨٩)، سنن النسائي تقصير الصلاة في السفر (١٤٥٨)، سنن أبو داود الصلاة (١٢٢٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٦).
(٤) سورة الأحزاب الآية ٢١ (٣) {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}