إن خروج المسلمين إلى مصليات العيد، لأداء الصلاة جماعات وأفرادا يشكل مظهرا إيمانيا رائعا ليس له عند غير المسلمين ند ولا نظير، حيث تمتلئ بهم سائر الفجاج والطرق، فترى في هذا المظهر العجيب عزة الإسلام وقوة تماسك المسلمين، وأنهم أمة من دون الناس، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم فيرهبهم العدو ويخشاهم الناس، ويتحقق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «نصرت بالرعب مسيرة شهر (١)» ناهيك عن مصالح أخرى تتم من خلال هذا المظهر العظيم، والاجتماع الكبير من تهاني المسلمين، وتفقد أحوال بعضهم لبعض، ومواساة الغني للفقير، وتجدد أواصر القربى، وصلة الأرحام، وفوق ذلك كله أنهم يرجعون من مصلياتهم إلى بيوتهم بمغفرة من ربهم ورضوان.
وهذه زكاة الفطر التي هي فرض عين على كل مسلم ومسلمة تكون سببا لتطهير المسلم من ذنوبه، وتغني الفقير في يوم العيد، تظهر لنا صورة من صور النظام التكافلي في الإسلام، حيث تسد حاجة الفقراء، وتكفهم عن المسألة في يوم العيد، فيتفرغون مع إخوانهم المسلمين لأداء هذه العبادات العظيمة، وللاحتفال بهذه المناسبة الكبرى.
وهذه الأضحية التي يتردد كذلك حكمها بين الوجوب والاستحباب يشترك القادرون من المسلمين في إحيائها، وهي من شعائر الإسلام الكبرى، وتذبح في يوم عيد الأضحى، يتقرب بها
(١) صحيح البخاري التيمم (٣٣٥)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٢١)، سنن النسائي الغسل والتيمم (٤٣٢)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٠٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٨٩).