للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ليعلم كل مسلم أن قراءة القرآن تارة تكون واجبة، كالقراءة في الصلاة فإنها واجبة بالإجماع، وإنما اختلف العلماء في هل الواجب الفاتحة بعينها أو يكفي غيرها من القرآن ويجزئ؟ والصحيح الأول. وتارة تكون مستحبة وهي ما زاد على القدر الواجب في الصلاة، وكذلك تلاوة القرآن في سائر الأوقات. وتارة تكون مكروهة كإذا كانت جهرية تشوش على التالين أو المصلين أو تزعج النائمين.

وتارة تكون محرمة كمن يقصد بها الرياء والسمعة، أو يفعلها في مواطن البدع؛ لأن في ذلك إعانة على الباطل، ومن العلماء من حرم تمطيط القراءة بحيث يخل باللفظ، وكذلك الألحان المطربة كألحان الغناء؛ صيانة لكتاب الله وتنزيها له.

هذا وإن من البدع ما يحصل في المآتم التي يقرأ فيها القرآن عند العزاء واجتماع الناس، وكذلك الاستئجار على قراءة القرآن وإهدائه للأموات ونحو ذلك مما فشى في الناس؛ لقلة العلم وغلبة الجهل، وقلة من ينكر ويبين للناس دينهم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ومما يجب التنبيه عليه أن يعلم جميع المسلمين أفرادا وحكاما أن كتاب الله إنما أنزل ليعمل به ويحكم ويتحاكم إليه، فهو مصدرنا في التشريع وإليه مرجعنا في الحكم والعمل.

هذا ما يسر الله رقمه في هذه المقدمة، وما هذه إلا كلمات يسيرة، وإلا فحق كتاب الله أعظم، وقدره أجل من أن تحيط به