للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ج: دبر الصلاة يطلق على آخرها قبل السلام، ويطلق على ما بعد السلام مباشرة، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بذلك وأكثرها يدل على أن المراد آخرها قبل السلام فيما يتعلق بالدعاء كحديث ابن مسعود رضي الله عنه لما علمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- التشهد، ثم قال: «ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو (١)». وفي لفظ: «ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء (٢)». متفق على صحته.

ومن ذلك حديث معاذ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: «لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (٣)» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح. ومن ذلك ما رواه البخاري رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دبر كل صلاة: «اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر (٤)».


(١) رواه البخاري في (الأذان) باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد برقم (٨٣٥).
(٢) رواه مسلم في (الصلاة) باب التشهد في الصلاة برقم (٤٥٢).
(٣) رواه الإمام أحمد في (مسند الأنصار) حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه برقم (٢١٦١٤) والنسائي في (السهو) باب نوع آخر من الدعاء برقم (١٣٠٣)، وأبو داود في (الصلاة) باب في الاستغفار برقم (١٥٢٢).
(٤) رواه البخاري في (الدعوات) باب التعوذ من البخل برقم (٦٣٧٠).