للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم إلى أن قال رضي الله عنه: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف (١)» أخرجه مسلم.

وغير ذلك كثير من النصوص الدالة على وجوب المحافظة على هذه الصلوات جماعة في المساجد وتحريم التخلف عنها، أما من تركها بالكلية فلم يصلها لا في المسجد ولا في غيره فإن هذا على الصحيح كفر؛ للأدلة الصحيحة الدالة على ذلك ولإجماع الصحابة رضي الله عنهم عليه.

وواجب هذه المرأة إن كان زوجها يتخلف عن صلاة الجماعة الحرص على مناصحته وتكرار النصيحة له بالأسلوب الطيب والكلمات الحسنة، لعل الله أن يفتح على قلبه فإن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (٢)، أما إن كان تاركا للصلاة بالكلية فالواجب مفارقته ولا يحل لها أن تبقى معه والعياذ بالله، ويجب دعوته ونصحه؛ لعل الله أن يهدي قلبه ويعود إلى رشده.


(١) رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة برقم ١٠٤٦.
(٢) سورة التحريم الآية ٦