للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السير بإسناده عن الفضيل بنحوه إلى قوله: " نام عني ".

وهذا كما هو ظاهر ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا من كلام أصحابه رضي الله عنهم وإنما هو من قول الفضيل بن عياض رحمه الله، وخبر مثل هذا لا يثبت إلا بنص من كتاب أو من صحيح السنة؛ لأن مثله لا يعلم إلا من جهة الوحي. نعم، نزول الرب عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا وتكليمه لعباده ثابت بالأحاديث الصحيحة المرفوعة؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ (١)» متفق عليه، واللفظ للبخاري. وإثبات هذا من عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن بقية ما جاء في خبر الفضيل لا أعلم له أصلا. والله أعلم.


(١) صحيح البخاري الجمعة (١١٤٥)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٥٨)، سنن الترمذي كتاب الدعوات (٣٤٩٨)، سنن أبو داود السنة (٤٧٣٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٦٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٣٣)، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٩٦)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٨٤).