للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه (١)».

أما إذا كان لحاجة فلا بأس؛ «لفعل أبي بكر رضي الله عنه حين صلى بالناس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يشق الصفوف فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثروا التصفيق التفت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع يده يحمد الله، وتأخر في الصف (٢)». الحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.

ولحديث سهل بن الحنظلية قال: «ثوب بالصلاة يعني صلاة الصبح فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب (٣)» قال أبو داود: " وكان أرسل فارسا إلى الشعب من الليل يحرس " أخرجه أبو داود. لكن إن استدار بجملته أو استدبر القبلة في غير شدة الخوف بطلت صلاته إجماعا، والواجب على المسلم أن يكون خاشعا في صلاته، مخبتا لربه، متذللا بين يديه، يرجو ويطمع قبول العبادة، ويخاف ويخشى ردها، جعلنا الله وإياكم من المقبولين الفائزين.


(١) سنن النسائي السهو (١١٩٥)، سنن أبو داود الصلاة (٩٠٩)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٧٢)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٢٣).
(٢) صحيح البخاري الجمعة (١٢٣٤)، صحيح مسلم الصلاة (٤٢١)، سنن النسائي الإمامة (٧٨٤)، سنن أبو داود الصلاة (٩٤٠)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٣٨)، موطأ مالك النداء للصلاة (٣٩٢).
(٣) سنن أبو داود الصلاة (٩١٦).