للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: أسألك اللهم بحق فلان أو بجاه فلان فهذا محظور.

والنوع الثالث: هو أن يظن أن الدعاء عنده أي القبر مستجاب، وأنه أفضل من الدعاء في المسجد فيقصد القبر لذلك، وهذا أيضا من المنكرات إجماعا وما علمت فيها نزاعا بين أئمة الدين، وإن كثيرا من المتأخرين يفعله.

وقال رحمه الله: وبالجملة فأكثر أهل الأرض مفتونون بعبادة الأوثان، ولم يتخلص منها إلا الحنفاء أتباع ملة إبراهيم، وعبادتها وجدت في الأرض من قبل نوح عليه السلام وهياكلها ووقوفها (الوقف) وسدنتها وحجابها والكتب المصنفة في عبادتها عمت الأرض (١).

كلام ابن تيمية في المسألة:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالزيارة الشرعية المقصود بها السلام على الميت والدعاء له، كما يقصد بالصلاة على جنازته بعد موته من جنس الصلاة عليه، فالسنة أن يسلم على الميت، يدعو له سواء كان نبيا أو غير نبي، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول أحدهم: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم (٢)» وهكذا يقول إذا زار أهل


(١) المصدر السابق، ص ٤٦، ٤٧.
(٢) صحيح مسلم الجنائز (٩٧٥)، سنن النسائي الجنائز (٢٠٤٠)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٤٧)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٥٣).