للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أثره حتى جاء البقيع، فأقام وأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات يدعو لهم. والحديث طويل لا يتسع المقام لنقله ومما جاء في نهايته: قال: «فإن جبريل عليه السلام أتاني حين رأيت فناداني. . . . فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت: (أي عائشة) قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية (١)» رواه مسلم.

رأي العلماء في زيارة القبور ليلا:

من العلماء من يرى أن زيارة القبور ليلا خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وليست مشروعة للناس وذلك سدا للذريعة المفضية إلى مفاسد حتى لا يكون مجال للشيطان في إضلال المسلمين ولربما تمثل الشيطان بصورة الميت المزار أو قلد صوته وطلب منه أن يذبح له أو يدعوه ويستغيث به وهذا ما يفعله الشيطان بأوليائه من عباد القبور وقد حذر من ذلك علماء الإسلام.

قال ابن القيم: " قال شيخنا رحمه الله: وهذه الأمور المبتدعة عند القبور مراتب: أبعدها عن الشرع أن يسأل الزائر الميت حاجته ويستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس، قال:


(١) مختصر مسلم للمنذري، رقم ٤٩٧، ص ١٣٣.