للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج (١)»، رواه أبو داود والترمذي وابن حبان.

قال ابن القيم: قال أبو محمد المقدسي: ولو أبيح اتخاذ السرج على القبور لم يلعن النبي -صلى الله عليه وسلم - من فعله. ولأن فيه تضييعا للمال بدون فائدة، وإفراطا في تعظيم القبور أشبه بتعظيم الأصنام (٢).

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: قال محمد بن إسماعيل الصنعاني في كتاب (تطهير الاعتقاد): فإن هذه القباب والمشاهد التي صارت أعظم ذريعة إلى الشرك والإلحاد، فقد شيد على القبور البناء، وسرجت عليها الشموع، وأرخيت عليها الستور، فيعتقد أن ذلك لجلب خير أو لدفع ضر. وتأتي سدنة القبور ويكذبون على الميت بأنه فعل وفعل، وأنزل بفلان الضرر وبفلان النفع. وأسهب في بيان أباطيلهم ودحض خرافاتهم (٣).

أقول: فهؤلاء السدنة الضلال وعباد القبور يضللون الناس بأكاذيبهم وافتراءاتهم بالقصص الملفقة، وهي من وحي الشيطان ونسج الخيال. والعوام يصدقونهم ويسمعون لهم ويتمسحون بهم.


(١) سنن الترمذي الصلاة (٣٢٠)، سنن النسائي الجنائز (٢٠٤٣)، سنن أبو داود الجنائز (٣٢٣٦)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٧٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٣٧).
(٢) إغاثة اللهفان، ص٢١٥، ج١.
(٣) فتح المجيد، ص ٢٥٧ بتحقيق العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز.