للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: فالإفراط والتقصير كله سيئة وكفر؛ ولذلك قال مطرف بن عبد الله: الحسنة بين سيئتين.

وقال الشاعر:

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد ... كلا طرفي قصد الأمور ذميم

وقال آخر:

عليك بأوساط الأمور فإنها ... نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعبا (١)

قال ابن القيم: فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ولم يلحقوا بغلو المعتدين، وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الأمة وسطا، وهي الخيار العدول؛ لتوسطها بين الطرفين المذمومين، والعدل هو الوسط بين طرفي الجور والتفريط، والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف، والأوساط محمية بأطرافها، فخيار الأمور أوساطها (٢).

قال محمد بن سلطان الحنفي: " وإن من أعظم مكايد الشيطان على بني آدم قديما وحديثا إدخال الشرك فيهم في قالب تعظيم الصالحين وتوقيرهم بتغيير اسمه بالتوسل والتشفع ونحوه،


(١) تفسير القرطبي، ص٢١، ج٦
(٢) إغاثة اللهفان، ص٢٠١، ج١