قال أبو العز الحنفي: ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه: يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، أو بحق البيت الحرام والمشعر الحرام، ونحو ذلك.
قال: حتى كره أبو حنيفة ومحمد بن الحسن الشيباني أن يقول الداعي: اللهم إني أسألك بمقعد العز من عرشك. ولم يكرهه أبو يوسف لما بلغه الأثر فيه. وتارة يقول: أسألك بجاه فلان عندك، أو يقول: أتوسل إليك بأنبيائك ورسلك وأوليائك، ومراده أن فلانا عندك ذو جاه وشرف ومنزلة فأجب دعائي، وقال: وهذا أيضا محذور، فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - لفعلوه بعد موته. وإنما كانوا يتوسلون في حياته بدعائه، يطلبون منه أن يدعو لهم، وهم يؤمنون على دعائه كما في الاستسقاء وغيره.