للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الفرض، فقال: يعتق رقبة. قالت: لا يجد. قال: فيصوم شهرين متتابعين. قالت: يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام. قال: فليطعم ستين مسكينا. قالت: ما عنده من شيء يتصدق به. قالت: فأتي ساعتئذ بعرق من تمر. قلت: يا رسول الله فإني أعينه بعرق آخر. قال: قد أحسنت اذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكينا، وارجعي إلى ابن عمك (٣)» قال: والعرق: ستون مدا.


(١) إسناده لا بأس به، وحسنه الحافظ في الفتح ٩/ ٣٤٣، وأخرجه الإمام أحمد ٦/ ٤١٠، وأبو داود في الطلاق، باب في الظهار (٢٢١٤) وابن الجارود (٧٤٦) وابن حبان (١٣٣٤) موارد، والبيهقي ٧/ ٣٨٩، من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة. قال الذهبي في الميزان ٤/ ١٥٥ عن معمر بن عبد الله: " كان في زمن التابعين لا يعرف، وذكره ابن حبان في ثقاته، ما حدث عنه سوى ابن إسحاق بخبر مظاهرة أوس بن الصامت ". وقال الحافظ في التقريب ٢/ ٢٦٦: " مقبول " أي عند المتابعة. وللحديث شواهد يتقوى بها، منها: ما أخرجه سعيد بن منصور (ح ١٣٢٤) والبيهقي ٧/ ٣٨٩، والبغوي في شرح السنة (ح ٢٣٦٤) وغيرهم من طريق محمد بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار به مرسلا مختصرا ومطولا. قال البيهقي: " هذا مرسل، وهو شاهد للموصول قبله ". وشاهد آخر أخرجه ابن ماجه في الطلاق، باب الظهار (ح ٢٠٦٣) والحاكم ٢/ ٤٨١، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، من طريق تميم بن سلمة السلمي عن عروة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: " تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع له ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك. قالت عائشة. فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهؤلاء الآيات: " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " قال: وزوجها أوس بن الصامت ". وأصله في البخاري معلقا في كتاب التوحيد، باب وكان الله سميعا بصيرا ١٣/ ٣٧٢ فتح، والنسائي ٢/ ١٠٣، قال الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم: " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ". وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٨١، والبيهقي ٧/ ٣٩٠، وابن حزم ١٠/ ٥٢ من طريق محمد بن الفضل ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: "أن جميلة كانت امرأة أوس بن الصامت، وكان أوس امرأ به لمم، فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، فأنزل الله فيه كفارة الظهار ". صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال ابن حزم: " ولا يصح في الظهار إلا هذا الخبر وحده، إلا خبرا نذكره بعد هذا إن شاء الله ". وصححه ابن القيم في الهدي ٥/ ٣٣٣. وشاهد ثالث: أخرجه سعيد بن منصور ٨/ ٧٥، من طريق صالح بن كيسان، وهو مرسل صحيح. ورابع: أخرجه ابن جرير ٢٨/ ٢، وابن عدي في الكامل ٣/ ٢٤، عن أبي العالية مرسلا. وخامس: أخرجه الدارقطني ٣/ ٣١٦ عن قتادة عن أنس: أن أوس بن الصامت ظاهر. . . إلخ. وهو عند ابن جرير عن قتادة مرسلا. وسادس: أخرجه ابن جرير ٢٨/ ٣ عن عكرمة عن ابن عباس "كان أول من ظاهر في الإسلام أوس بن الصامت. . . " الحديث.
(٢) سورة المجادلة الآية ١ (١) {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}
(٣) أي إلى ما فرض الله في هذه الآيات من كفارة الظهار. (٢)