للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول القاضي ومن بعده ابن تيمية عندهم يعني الذين سووا بين الطاهر والطهور وهم الحنفية ومن نحا منحاهم.

هذا وإن مما يدخل في الماء الطهور ما يلي:

ماء السماء، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} (١)

ويدخل فيه ماء الثلج والبرد، ففي الحديث: ". . . «اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد (٢)». ويدخل فيه ماء البحر على الصحيح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته (٣)».

ويدخل فيه ماء الآبار، والأصل فيها حديث بئر بضاعة، وهي بئر كانت تلقى فيها الحيض ولحم الكلاب والنتن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الماء طهور لا ينجسه شيء (٤)» أخرجه الترمذي وأبو داود.

ويدخل فيه الماء المتغير من طول المكث وهو الماء الآجن.

قال ابن المنذر رحمه الله - بعد أن ساق جملة من الآيات في الماء - قال أبو بكر: قال الشافعي بعد أن ذكر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} (٥) الآية. فكان بينا عند


(١) سورة الفرقان الآية ٤٨
(٢) صحيح البخاري الأذان (٧٤٤)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٩٨)، سنن النسائي الافتتاح (٨٩٥)، سنن أبو داود الصلاة (٧٨١)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٨٠٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٣١)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٤٤).
(٣) سنن الترمذي الطهارة (٦٩)، سنن النسائي المياه (٣٣٢)، سنن أبو داود الطهارة (٨٣)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (٣٨٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٦١)، موطأ مالك الطهارة (٤٣)، سنن الدارمي الطهارة (٧٢٩).
(٤) سنن الترمذي الطهارة (٦٦)، سنن النسائي المياه (٣٤٨)، سنن أبو داود الطهارة (٦٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٢٠).
(٥) سورة المائدة الآية ٦