للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها شروطا لا تتم بدونها، ومن أهم شروطها الوقت، قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (١) أي: مفروضا في الأوقات. وقال تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (٢) فقد جمعت هذه الآية الصلوات الخمس. والشارع الحكيم شرع الأذان؛ لحكم ومصالح عظيمة منها: إعلام الناس بدخول وقت الصلاة؛ ليتهيئوا ويحضروا لأدائها في المساجد. وفي الحديث: «أحب الأعمال إلى الله الصلاة أول وقتها (٣)» وفي الحديث الآخر: «أول الوقت رضوان الله، وأوسطه رحمة الله، وآخره عفو الله (٤)» وفي الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله والمتوضئ من وضوئه (٥)».

ونظرا لما يلاحظ من اختلاف الأئمة والمؤذنين بالنسبة إلى الأذان والإقامة فتجد بعضهم يؤذن قبل بعض ويصلي بعضهم قبل بعض وقد كثر تشكي رجال الحسبة وغيرهم مما يترتب على هذا الاختلاف؛ لأن الكسلان ونحوه يتعلل بتأخير هذا الإمام وتقديم الآخر، وربما زعم أنه قد صلى مع فلان المتقدم أو سيصلي مع المتأخر " ولما في ذلك من تشويش وارتباك ولا سيما بالنسبة لعمل أهل الحسبة. فقد نظرنا فيما يخلص من هذا الأمر ويجمع


(١) سورة النساء الآية ١٠٣
(٢) سورة الإسراء الآية ٧٨
(٣) سنن الترمذي الصلاة (١٧٠)، سنن أبو داود الصلاة (٤٢٦).
(٤) سنن الترمذي الصلاة (١٧٢).
(٥) سنن الترمذي الصلاة (١٩٥).