للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لفظ البخاري ولفظ مسلم فتحت أبواب الجنة. وهي عند البخاري من طريق أخرى، وزاد الترمذي: «وينادي مناد من السماء يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة (١)».

وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (٢)» وفي رواية: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (٣)» أخرجاه في الصحيحين أيضا وكلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، والنصوص في بيان فضل شهر رمضان وأنه زمن فاضل تضاعف فيه الأجور وتكفر فيه السيئات كثيرة جدا، والمقصود أن المسلم والمسلمة حري بهما استغلال هذا الشهر أيما استغلال، وألا تضيع عليهم أوقاته الفاضلة فيما لا ينفعهم من الاشتغال بفضول الكلام، أو الاشتغال بأشياء مفضولة يمكن تأجيلها أو الاستغناء عنها. أما بخصوص انشغال المرأة في المطبخ فهذه إذا كانت تنشغل بإصلاح الطعام الذي تحتاجه ويحتاجه أهل بيتها فهذا عمل صالح، وهي مأجورة عليه إن احتسبت، ومع ذلك فيمكنها مع الطبخ أن تعبد الله بالذكر والدعاء، وأيضا تلاوة القرآن فكلها لا تتعارض مع الطبخ. لكن هنا تنبيه لبعض أخواتنا المسلمات هداهن الله ممن يشغلن أوقاتهن، ويضيع عليهن أكثر النهار في إعداد فضول الأطعمة والتفنن في صنع الأصناف المتعددة، مما يتطلب منها وقتا كثيرا، وهي ليست في حاجته بل يمكن الاكتفاء


(١) سنن الترمذي الصوم (٦٨٢)، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٤٢).
(٢) صحيح البخاري صلاة التراويح (٢٠١٤)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٦٠)، سنن الترمذي الصوم (٦٨٣)، سنن النسائي الصيام (٢٢٠٣)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٧٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٤١)، سنن الدارمي الصوم (١٧٧٦).
(٣) صحيح البخاري الإيمان (٣٧)، سنن النسائي الصيام (٢٢٠٢)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٧١)، سنن الدارمي الصوم (١٧٧٦).