للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف (١)» أخرجه البخاري.

أما الاحتجاج على جوازه بحديث «استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءته فقال: " لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود (٢)» دلالة فيه على مراده، فإن معنى المزمار والمزمور: الصوت الحسن، كما حكى ذلك القرطبي في تفسيره عن العلماء، وأن آلة الزمر سميت به، وقيل العكس أي أن الصوت الحسن سمي باسم الآلة، وعلى كل فالمراد بالحديث حسن الصوت بالقرآن، ولا دلالة فيه على جواز الغناء ولا استعمال آلات الغناء، وتحسين الصوت بالقرآن أمر مشروع.

أما حديث عائشة رضي الله عنها الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامها خلفه يسترها، وهي تنظر إلى الحبشة يلعبون بالحراب والورق، وجاريتان تغنيان بغناء بعاث فهو حديث صحيح، وفيه مشروعية التوسعة على الأهل والعيال وإظهار الفرح يوم العيد، وفيه كريم خلق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن تعامله مع أهله، وليس فيه ما يدل على مشروعية الغناء، إذ ليس المراد بقولها: تغنيان الغناء المعروف، بل المراد رفع الصوت بدليل قول عائشة رضي الله عنها في بعض ألفاظ الحديث: "وليستا بمغنيتين ".

أما الاحتجاج بأقوال العلماء، فأقوال الرجال تقابل بأقوال


(١) سنن أبو داود اللباس (٤٠٣٩).
(٢) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٤٨)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٩٣)، سنن الترمذي المناقب (٣٨٥٥).