للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين (١) من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى».

يقول الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى مستدلا بهذا الحديث على ثبوت الشفاعة العظمى: " هذه الشفاعة التي وصفها أنها أول الشفاعات هي التي يشفع بها النبي صلى الله عليه وسلم ليقضي الله بين الخلق، فعندها يأمر الله عز وجل أن يدخل من لا حساب عليه من أمته الجنة من الباب الأيمن " (٢).

واستدل بهذا أيضا أبو عبد الله القرطبي رحمه الله تعالى حيث قال مبينا وجه الاستدلال به على هذه الشفاعة: " وقوله " فيقال:


(١) المصراعان: بابان منصوبان ينضمان جميعا مدخلهما في الوسط منهما، لسان العرب (٨/ ١٩٩).
(٢) التوحيد لابن خزيمة (١/ ٥٩٣).