فالأمر كله لله تبارك وتعالى، ولكن القبوريين وأشباههم خالفوا ذلك، فأثبتوا الشفاعة لأوليائهم الأموات، وطلبوها منهم في الحياة الدنيا، كما طلبها المشركون من أصنامهم، والنصارى من رهبانهم.
ومن الشبه التي استدل بها القبوريون اعتقادهم أن أولياءهم أو أصنامهم ونحوها ستشفع لهم عند الله حتما إذا استشفعوا بها، وقاسوا هذه على الشفاعات الدنيوية المعروفة بين الناس، وذلك من حيث لزوم الشفاعة وتحقق وقوعها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا ذلك:" المشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاء من الملائكة والأنبياء والصالحين، ويصورون تماثيلهم، فيستشفعون بها ويقولون: هؤلاء خواص الله فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا، كما يتوسل الملوك بخواصهم، لكونهم أقرب إلى الملوك من غيرهم، فيشفعون عند الملوك بغير إذن الملوك، وقد يشفع أحدهم عند الملك فيما لا يختاره، فيحتاج إلى إجابة شفاعته رغبة ورهبة ".
وقال العلامة ابن القيم مصورا كيفية حصول الشفاعة في نظر هؤلاء بعد عرضه زيارة الموحدين للقبور، ثم زيارة المشركين لها.