يرونه في الرضا، قال الربيع: قلت: يا أبا عبد الله، وبه تقول؟ قال: نعم، إثبات أن الله متكلم بكلام حقيقي وكلام الله غير مخلوق به أدين الله " (١).
التعليق على هذا النص المهم:
لقد بين الإمام الشافعي في كلامه هذا عقيدة السلف في الرؤية، وأن المؤمنين يرون ربهم بعيون رءوسهم في المحشر والجنة وهذا من أعظم نعم الله عليهم. ويرد الإمام الشافعي بقوله هذا على أصناف من الجهمية المعطلة كالمعتزلة حيث ينكرون رؤية المؤمنين ربهم بأبصارهم، كما يرد على الماتريدية والأشعرية حيث يزعمون أن المؤمنين يرون ربهم، ولكن لا فوق ولا تحت ولا خارج ولا داخل ولا في جهة، وإلى آخر هذيانهم الذي جعلوا به الرؤية من المستحيلات الممتنعات، فصار قولهم هذا من أبطل الباطل لوجهين: الأول: الإنكار للرؤية وإن اعترفوا بها ظاهرا.
الثاني: إنكار العلو لله تعالى وهذا من أعظم الكفر وأقبح الإلحاد في صفات الله تعالى.