للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله؟ قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (١) الآية، وقال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (٢)، وقال: قال الشافعي: فتقر بأن الله كان وكان كلامه؟ أو كان الله ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل بل كان الله وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي، وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول. إذا كنتم تقرون بأن الله كان قبل القبل وكان كلامه فمن أين لكم الكلام؟ إن الكلام الله، أو سوى الله، أو غير الله، أو دون الله؟ قال: فسكت الرجل وخرج " (٣).

التعليق:

يتضح من كلام الشافعي رحمه الله تعالى، استدلاله بالقرآن على أن هذا القرآن كلام الله تعالى، وهو أصرح دليل على ذلك إضافة إلى غيره، وكذلك يذهب رحمه الله إلى أن كلام الله تعالى صفة أزلية قديمة، كذلك ينتقد رحمه الله تخبط أهل البدع من الجهمية ومن تبعهم كالمعتزلة والماتريدية والأشعرية وإبطال قولهم بخلق القرآن وابتداعهم لبدعة الكلام النفسي وزعمهم أن كلام الله ليس بحرف ولا صوت وأن كلام الله ليس بمسموع، وغيرها من العقائد البدعية.


(١) سورة التوبة الآية ٦
(٢) سورة النساء الآية ١٦٤
(٣) مناقب الشافعي ١/ ٤٠٧، ٤٠٨.