للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نلتزم بالدعوة إلى الخير لنبرهن عن قوة إيماننا لله ربنا: قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (١) " أي: ولنختبركم بالأمر بالجهاد والدعوة إلى الله وسائر التكاليف حتى يتميز المجاهد الصابر من غيره، ويعرف ذو البصيرة في دينه من ذي الشك والحيرة فيه، والمؤمن من المنافق {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (٢) ونعرف الصادق منكم في إيمانه من الكاذب " (٣)، وقيام المسلم بشعيرة الدعوة إلى الله فيه دليل على تقواه وإيمانه به؛ لما جاء في حديث أبي بكر وأبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان (٤)»

والشاهد من إيراد الحديث أن الاشتغال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه دلالة على قوة الإيمان واليقين بالله.

وأما في حديث عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا


(١) سورة محمد الآية ٣١
(٢) سورة محمد الآية ٣١
(٣) تفسير المراغي ٩/ ٧٢ سورة محمد.
(٤) الحديث من صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان (٤٩) ١/ ٦٩.