للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والشعوب، وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين لإقرار العبودية لله وحده، الواقفين للفساد والظلم بكل صوره. . . إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب، إنما هم يحولون بهذا دون أممهم وغضب الله واستحقاق النكال والضياع (١).

وختم الله هذا السياق بقوله: {وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (٢) وهذا فيه دلالة على أن الصلاح والإصلاح في أي مدينة أو قرية أو فئة من الناس يكون سبب خير على البشرية جمعاء بل وعلى الطير في الهواء والهوام والحيوانات وجميع الدواب التي تدب على وجه الأرض {وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (٣) أي: صالحون في أنفسهم مصلحون لغيرهم، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء (٤)»

وفي حديث زيد بن ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها. . . إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء، الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي (٥)»

والغرباء هم العلماء العاملون، وطلبة العلم المخلصون،


(١) في ظلال القرآن ٤/ ١٩٣٣.
(٢) سورة هود الآية ١١٧
(٣) سورة هود الآية ١١٧
(٤) صحيح مسلم كتاب الإيمان (١٤٥)، سنن ابن ماجه كتاب الفتن (٣٩٨٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٨٩).
(٥) الحديث من سنن الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا (٢٦٣٠) ٥/ ١٨.