المصالح أو تكثيرها، وتعطيل المفاسد أو تقليلها، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وتفويت أدق المصلحتين لتحصيل أعلاهما وارتكاب أدنى المفسدتين لدرء أعلاهما.
إذا عرف هذا فالدعوة إلى تحقيق التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه أهم وأولى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مكث عشر سنين يدعو إلى توحيد الله قبل فرضية الصلاة وغيرها من شرائع الإسلام. ومع هذا فعلى هذا الرجل أن لا يألو جهدا في تقرير السنة ونشرها بين الناس بأقواله عند كل مناسبة وبكل وسيلة، وأن يتقي الله ما استطاع، ولو لم يفعلها فيما بينهم تأليفا لهم. فوالله لأن يهدي الله به رجلا واحدا خير له من حمر النعم.