للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عليه وسلم ومعه أصحابه متوارين عن أنظارهم وقت ما كان الإسلام ضعيفا.

يؤيد ما ذكرناه ما أخرجه سعيد بن منصور وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال «في قوله تعالى: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متوار، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك. يقول بين الجهر والمخافتة (٥)». وفي رواية ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس التصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك حينما هاجر إلى المدينة لزوال المحذور.

وقيل: إن معنى قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} (٦) أي بدعائك. يحتج أصحاب هذا القول له بما أخرجه ابن أبي شيبة وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} (٧) نزلت في الدعاء. كانوا يجهرون بالدعاء: " اللهم ارحمني " فلما نزلت أمروا أن لا يخافتوا ولا يجهروا. وقيل غير ذلك. والأول أولى


(١) صحيح البخاري التوحيد (٧٥٢٥)، صحيح مسلم الصلاة (٤٤٦)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣١٤٦)، سنن النسائي الافتتاح (١٠١١)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٢١٥).
(٢) سورة الإسراء الآية ١١٠ (١) {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}
(٣) سورة الإسراء الآية ١١٠ (٢) {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}
(٤) سورة الإسراء الآية ١١٠ (٣) {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}
(٥) سورة الإسراء الآية ١١٠ (٤) {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}
(٦) سورة الإسراء الآية ١١٠
(٧) سورة الإسراء الآية ١١٠