للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء في بعض الأحاديث: الأمر بالصدقة والعتق.

أما أخبار الحسابين عن أوقات الكسوف فلا يعول عليها، وقد صرح بذلك جماعة من أهل العلم، منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمة الله عليهما؛ لأنهم يخطئون في بعض الأحيان في حسابهم، فلا يجوز التعويل عليهم، ولا يشرع لأحد أن يصلي صلاة الكسوف بناء على قولهم، وإنما تشرع صلاة الكسوف عند وقوعه ومشاهدته.

فينبغي لوزارات الإعلام منع نشر أخبار أصحاب الحساب عن أوقات الكسوف حتى لا يغتر بأخبارهم بعض الناس، ولأن نشر أخبارهم قد يخفف وقع أمر الكسوف في قلوب الناس، والله سبحانه وتعالى إنما قدره لتخويف الناس وتذكيرهم، ليذكروه ويتقوه ويدعوه ويحسنوا إلى عباده. والله ولي التوفيق.

س: جاء في حديث ابن عباس «أنه صلى ثماني ركعات في أربع سجدات (١)»، وعن علي رضي الله عنه مثله، وعن جابر رضي الله عنه «صلى ست ركعات بأربع سجدات (٢)» وهذه الأحاديث صححها الإمام مسلم وخرجها في صحيحه، وصححها إسحاق بن راهويه، وابن خزيمة، والصبغي، والخطابي وغيرهم وأعلها آخرون واحتجوا بأن الكسوف لم يقع على عهد النبي صلى الله


(١) صحيح البخاري كتاب الجمعة (١٠٤٦)، صحيح مسلم الكسوف (٩٠١)، سنن النسائي الكسوف (١٤٧٢)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢٦٣).
(٢) صحيح مسلم الكسوف (٩٠٤)، سنن النسائي الكسوف (١٤٧٨)، سنن أبو داود الصلاة (١١٧٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣١٨).