للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعلم أن هذين الاسمين أعني {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (١) مذكوران في القرآن معا في ثلاث سور وهما من أعظم أسماء الله الحسنى، حتى قيل: إنهما الاسم الأعظم، فإنهما يتضمنان إثبات صفات الكمال أكمل تضمن وأصدقه. . . واقترانه بالحي يستلزم سائر صفات الكمال ويدل على دوامها وبقائها وانتفاء النقص والعدم عنها أزلا وأبدا؛ ولهذا كان قوله {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (٢) أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى هذين الاسمين مدار الأسماء الحسنى كلها وإليهما ترجع معانيها، فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة. . . " (٣).

وقال سبحانه وتعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} (٤).

وقال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (٥).

قال ابن كثير: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (٦) أي الحي في نفسه الذي لا يموت أبدا، المقيم لغيره، وكان عمر يقرأ: " القيام " فجميع الموجودات مفتقرة إليه، وهو غني عنها، ولا قوام لها بدون أمره " (٧).


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٣) شرح العقيدة الطحاوية، ص١٢٤، ١٢٥.
(٤) سورة الفرقان الآية ٥٨
(٥) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٦) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٧) تفسير ابن كثير، جـ١، ص٤٥٥.