للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مما أمامه، فأحب لقاء الله، وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضره بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه (١)».

قال الأشقر: " ولذلك فإن العبد الصالح يطالب حامليه بالإسراع به إلى القبر شوقا منه إلى النعيم، بينما العبد الطالح ينادي بالويل من المصير الذاهب إليه، ففي صحيح البخاري وسنن النسائي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها، أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق (٢)» (٣).

وقالت عائشة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: وأخذته بحة يقول: «مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قالت: فظننت أنه خير يومئذ (٤)».


(١) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، (فتح الباري، جـ١١، ص٣٥٧).
(٢) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، قول الميت وهو على الجنازة: قدموني. (فتح الباري، ج٣ ص١٨٤) النسائي، ٤/ ١٤.
(٣) القيامة الصغرى للأشقر، ص٢٨.
(٤) صحيح البخاري، (فتح الباري، ج١١، ص٣٥٧).