للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكونه آية عظيمة فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقد رآه حقيقة. أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي. . . (١)».

وفي رواية ثانية من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (٢)».

وأخرج البخاري بسنده من حديث أبي قتادة قال: قال النبي في صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه، فلينفث عن شماله ثلاثا، وليتعوذ من الشيطان، فإنها لا تضره، وإن الشيطان لا يتراءى بي (٣)».

وهذه النصوص تدل على أن النائم يمر بأحوال مختلفة، منها ما هو بتدبير الله وتوفيقه مثل الرؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم، والرؤيا الصالحة والتي هي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، ومنها ما هو من فعل الشيطان عدو الإنسان اللدود.

ولذلك شرع قراءة آية الكرسي قبل المنام حتى لا يكون


(١) صحيح البخاري (فتح الباري، جـ١٢، رقم الصفحة ٣٨٣، رقم الحديث ٦٩٩٣).
(٢) صحيح مسلم، (فتح الباري، جـ ١٢، ص ٣٨٣، رقم ٦٩٩٤، ٦٩٩٥).
(٣) صحيح مسلم، (فتح الباري، جـ ١٢، ص ٣٨٣، رقم ٦٩٩٤، ٦٩٩٥).