للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (١) {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} (٢) {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (٣).

ثم نفخ فيه من روحه قال تعالى: {فإذا سويته وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (٤). وقال عن النفس: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} (٥) {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (٦).

فهو سبحانه سوى نفس الإنسان، كما سوى بدنه، بل بدنه كالقالب لنفسه، فتسوية البدن، تابع لتسوية النفس والبدن موضوع لها كالقالب لما هو موضوع له، ومن هنا يعلم أنها تأخذ من بدنها صورة لتميز بها عن غيرها، فإنها تتأثر وتنتقل عن البدن، كما يتأثر البدن وينتقل عنها، فيكتسب البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها، وتكتسب النفس الطيب والخبث من طيب البدن وخبثه، فأشد الأشياء ارتباطا، وتناسبا، وتفاعلا، وتأثرا من أحدهما بالآخر: الروح والبدن.

ولهذا يقال لها عند المفارقة: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، واخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد


(١) سورة المؤمنون الآية ١٢
(٢) سورة المؤمنون الآية ١٣
(٣) سورة المؤمنون الآية ١٤
(٤) سورة الحجر الآية ٢٩
(٥) سورة الشمس الآية ٧
(٦) سورة الشمس الآية ٨