فهو سبحانه يتوفى الأنفس حين النوم؛ وهو الموت الأصغر، ويتوفى الأنفس حين الموت الأكبر.
وكما أن الله يرد روح النائم إليه إذا لم ينته الأجل، فإن الله يرد على الميت روحه في أحوال وأوقات معينة مثل سؤال الملكين له في القبر- كما ورد في حديث البراء بن عازب - وكما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ترد روحه عليه ليرد السلام على من يسلم عليه. وأيضا إذا فارقت الروح بدن النائم، فإن لها به تعلقا من وجه آخر، فيكون النائم في حال متوسطة بين اليقظان وبين الميت الذي ردت روحه إلى بدنه.
وروح الميت إذا فارقته، فإن لها به تعلقا من وجه آخر، لكن لا يمكن أن تعود الحياة إلى البدن إلى يوم القيامة.
أما البدن حال النوم فهو ينعم ويعذب كما ورد في الآثار التي مضت، وفي حال الموت ينعم ويعذب كما صحت الأخبار بأن القبر إما روضة من روضات الجنة، أو حفرة من حفر النيران.
والروح أيضا حال النوم، وحال الموت تنعم وتعذب؛ لأنها حال النوم تبع للبدن، وحال الموت البدن تبع لها، وقد صحت الآثار بذلك كما تقدم.
والروح حال النوم وحال الموت تصعد وتهبط، وتسمع وتبصر، وتتكلم إلى غير ذلك، إلا أن هذه الصفات مخالفة لصفات الأجسام المعروفة.