للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشنقيطي: ومن الأدلة على ذلك أيضا: ما قدمنا في سورة النور في الكلام على قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (١) من أن استقراء القرآن، يدل على أن معنى إلا ما ظهر منها: الملاءة فوق الثياب، وأنه لا يصح تفسير إلا ما ظهر منها: بالوجه والكفين، كما تم إيضاحه في سورة النور. واعلم أن قول من قال: إنه قد قامت قرينة قرآنية على أن قول الله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (٢) لا يدخل فيه ستر الوجه، وأن القرينة القرآنية المذكورة هي قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ} (٣) قال: وقد دل عليه قوله: {أَنْ يُعْرَفْنَ} (٤) على أنهن سافرات، كاشفات وجوههن؟ لأن التي تستر وجهها لا تعرف باطل، وبطلانه واضح، وسياق الآية يمنعه منعا باتا؛ لأن قوله: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (٥) صريح في منع ذلك. وإيضاحه: أن الإشارة في قوله: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ} (٦) راجعة إلى إدنائهن عليهن من جلابيبهن، وإدناؤهن عليهن من جلابيبهن، لا يمكن بحال أن يكون أدنى أن يعرفن بسفورهن وكشفهن عن وجوههن كما ترى، فإدناء الجلابيب، مناف لكون المعرفة معرفة شخصية بالكشف عن الوجوه كما لا يخفي.

وقوله في الآية الكريمة: {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} (٧) دليل أيضا على أن المعرفة المذكورة في الآية ليست بكشف الوجوه؛ لأن احتجابهن لا خلاف فيه بين المسلمين، والحاصل أن القول المذكور تدل على بطلانه أدلة متعددة:


(١) سورة النور الآية ٣١
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٤) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٥) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٦) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٧) سورة الأحزاب الآية ٥٩