للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأورد قول ابن قدامة في المغني، وابن رشد في البداية: (بأن المرأة إحرامها في وجهها إجماعا، ولها أن تغطي رأسها وتستر شعرها، ولها أن تسدل ثوبها على وجهها من فوق رأسها سدلا خفيفا، تستر به عن نظر الرجال، إلا ما روي عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمة) (١).، فلو صح ذلك الحديث لكانت أسماء أول من يبادر إلى تطبيقه، وهي المخاطبة به.

ولذا نرى الشيخ عبد العزيز بن باز يضعفه بثلاث علل: -

الأولى: لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة، وخالد لم يسمع منها فهو منقطع. وقد حكم عليه راويه أبو داود بهذه العلة وقال بعد ذلك: هو مرسل، كما مر بنا.

الثانية: في إسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته.

الثالثة: عنعنة قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلس (٢).

ثم تتبعت طرق حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، الذي هو حديث أسماء مثار البحث، فقد رواه أبو داود في سننه (٣). والبيهقي في الكبرى (٤)، وابن عدي في الكامل (٥)، والبيهقي في


(١) مجموع فتاوى ومقالات لسماحته، ٥: ٢٣٢.
(٢) تراجع رسالة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في السفور والحجاب ص ٥٩ - ٦٠.
(٣) عون المعبود ١١: ١٦١.
(٤) ٢: ١٨٢، و ٧: ٨٦
(٥) ٣: ٣٧٣.