للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالتستر، مما يدل على أنها كانت كاشفة وجهها.

٣ - ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه، الذي أخبر فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العيد، مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم (١)» فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين، فقالت: ولم يا رسول الله؟ فلو لم تكن كاشفة لم توصف بذلك.

- وقد ناقش العلماء هذا الأمر قديما وحديثا، وممن بحثه حديثا: الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، في تفسيره أضواء البيان في الجزء السادس، عند مروره بسورة النور، وسورة الأحزاب، والشيخ عبد العزيز بن باز، واعتبر العلماء الفيصل في هذا آيات الحجاب التي أنزلها الله في كتابه الكريم، فهو سبحانه له الحكمة البالغة، ويعلم طبائع خلقه، وما يعتمل في النفوس البشرية، منذ خلق آدم، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وما يطرأ على النفوس من تغييرات، وما تصلح به المجتمعات وتستقيم به أحوال أهلها، وما يفسدها بحسب ما أودع الله سبحانه في طبائع البشر من شهوات ورغبات، خاصة عندما يضعف الحارس الإيماني، والحاجز اليقيني،. بمراقبة الله في السر والعلن، وقد اهتم بهذا الشيخ عبد العزيز بن باز في إجاباته على السائلين، خاصة وأن الدعوة إلى عدم حجاب المرأة المسلمة، بما يمكن الحياء، ويحجب محاسنها عن الأجانب، يدعوها ترك الحجاب،


(١) صحيح البخاري الجمعة (٩٦١)، صحيح مسلم صلاة العيدين (٨٨٥)، سنن النسائي صلاة العيدين (١٥٧٥)، سنن أبو داود الصلاة (١١٤١)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣١٨)، سنن الدارمي الصلاة (١٦١٠).