للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإقبال والتوجه إلى الله في الصلاة، أما حال الانصراف فالثناء والذكر أولى).

ويظهر والله تعالى أعلم أن فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كانت لمواجهة ما أحدثه بعض الأئمة من الدعاء بعد الصلاة مباشرة، وتأمين المأمومين على ذلك، وترك الأذكار المعروفة المشروعة بعد السلام، من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ونحو ذلك، يوضح ذلك قوله:

" لم ينقل أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بالناس يدعو بعد الخروج من الصلاة هو والمأمومون جميعا، لا في الفجر ولا في العصر ولا في غيرهما من الصلوات، بل قد ثبت عنه أنه كان يستقبل أصحابه، ويذكر الله ويعلمهم ذكر الله عقيب الخروج من الصلاة) (١).

ويوضحه أيضا قوله: " وأما حديث أبي أمامة قيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبة (٢)».

فهذا يجب أن لا يخص ما بعد السلام، بل لا بد أن يتناول ما قبل السلام، وإن قيل: إنه يعم ما قبل السلام وما بعده، لكن ذلك لا يستلزم أن يكون دعاء الإمام والمأموم جميعا بعد السلام سنة، كما لا


(١) مجموع الفتاوى ٢٢/ ٤٩٢.
(٢) أخرجه الترمذي في الدعوات، باب (٧٩) ٥/ ٥٢٧، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه الطبراني في الدعاء ٢/ ٨٤٢.