للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبارك فإنا نلتمس من سماحتكم إرشادنا إلى إيضاح عدد ركعات هذه الصلاة، وتعميم الفتوى الصادرة من سماحتكم في هذا القبيل لكافة الهيئات الدينية، مع التكرم بإعطائنا نسخة بهذه الفتوى لنكون جميعا على حقيقة من الأمر.

ج: الحمد لله. ذهب أكثر أهل العلم كالإمام أحمد والشافعي وأبي حنيفة إلى أن صلاة التراويح عشرون ركعة؛ لأن عمر - رضي الله عنه - لما جمع الناس على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة، وكان هذا بمحضر من الصحابة، فيكون كالإجماع، وعلى هذا عمل الناس اليوم الآن. فلا ينبغي الإنكار عليهم، بل يتركون على ما هم عليه؛ لأنه قد ينشأ من الإنكار عليهم وقوع الاختلاف والنزاع وتشكيك العوام في سلفهم، ولا سيما في هذه المسألة، التي هي من التطوع، والأمر فيها واسع، وزيادة التطوع أمر مرغوب فيه، ولا سيما في رمضان، لحديث: «أن رجلا قال يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة؟ قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود (١)».

وإذا كان من عادة أهل بلد فعل صلاة التراويح على وجه آخر، مما له أصل شرعي، فلا وجه للإنكار عليهم أيضا. والمقصود من ذلك كله هو البعد عن أسباب الشقاق والنزاع في أمر فيه سعة.

وقد لاحظ الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا، وترك أمرا عظيما، مخافة ما يقع في قلوب الناس، كما جاء في حديث عائشة:


(١) صحيح مسلم الصلاة (٤٨٩)، سنن النسائي التطبيق (١١٣٨)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٢٠).