ملكوت السماوات والأرض ومن خلال الآيات الكونية، والأحكام الشرعية، والإنسان لا ينفك عما حوله من الحوادث والآيات الكونية التي تدل على عظيم خلق الله، ويستدل بها على ما لله من صفات الكمال والعظمة والكبرياء.
وقد حثت آيات عديدة في القرآن العظيم على عبادة من أجل العبادات وهي التفكر، وإن من يمعن النظر في كتب التفسير مثلا عند الآيات التي تتحدث عن الكون أو شروح الأحاديث النبوية يجد مادة علمية غزيرة في هذا المجال، بل إن بعض العلماء قد أفرد مصنفات خاصة في وصف المخلوقات والظواهر الكونية، قصدوا منها الحث على التفكر في آيات الله ومخلوقاته، ومن أوائل من صنف في ذلك ابن أبي الدنيا، في كتاب التفكر والاعتبار، وساق فيه جملة من الآثار التي ترغب في التفكر، كما أن الأصبهاني عقد فصولا في كتابه: العظمة، عن المخلوقات وفضل التفكر فيها، إلا أنه أورد فيه العديد من الآثار الواهية والإسرائيليات، كما أن ابن القيم - رحمه الله - ساق في كتابه: مفتاح دار السعادة، فصولا في التفكر في المخلوقات والحكمة منها، وممن صنف حديثا في التفكر مالك البدري في كتابه: التفكر من المشاهدة إلى الشهود، وتطرق إلى التفكر من الناحية النفسية، ولم تشر هذه الكتب والدراسات إلى مفهوم التفكر وأنواعه ومجالاته، ولذلك فقد سعيت في هذا البحث إلى بيان مفهوم التفكر وأهميته