للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالتفكر في مخلوقات الله أمر مندوب إليه، قال السعدي - رحمه الله -: (التفكر عبادة من صفات أولياء الله العارفين) (١) ولكن ليس كل أحد يعتبر ويتفكر، وليس كل من تفكر أدرك المعنى المقصود (٢).

والتفكر في آلاء الله والسير المأمور به في القرآن الكريم هو: (سير القلوب والأبدان الذي يتولد عنه الاعتبار، وأما مجرد نظر العين وسماع الأذن، وسير البدن الخالي من التفكر والاعتبار فغير مفيد، ولا موصل إلى المطلوب) (٣).

وقد ذم الله تعالى من لا يعتبر بمخلوقاته وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته، وما له من صفات الكمال والجلال، فقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} (٤) {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (٥) ومدح - عز وجل - عباده الذين يذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، قائلين: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (٦)

والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أعظم عباد الله تفكرا في آيات الله ومخلوقاته، ونبينا صلى الله عليه وسلم أكملهم في ذلك


(١) السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، سورة آل عمران، الآية ١٩١
(٢) السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، سورة الأنعام، الآية ٩٥
(٣) السعدي، تفسير الكريم الرحمن، تفسير سورة الأنعام، الآية ١١، وسورة الحج، الآية ٤٦
(٤) سورة يوسف الآية ١٠٥
(٥) سورة يوسف الآية ١٠٦
(٦) سورة آل عمران الآية ١٩١